إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ :
.............
نحن الآن كلّنا ندرك لو أنّ رجلا رأى النّاس يسارعون إلى المسجد وإلى العبادة وهو غير متوضّئ فقال : دَعُونا نسارع إلى الخير وندرك الصّلاة ، قيل له : توضّأ ، قال: نحن سندرك الصّلاة ونصلّي مع المسلمين ، فهل صلاته تُقبَل ؟ لا تُقبَل الصّلاة إلّا بطهارة يقول النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم - :
((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ))
بل هذه ليست بصلاة وإنّما هي محاكاة للمصلّين في ركوعهم وسجودهم ،
والمقصود بالحقيقة هنا الحقائق التي تكون عند الله ، ليس العبرة بالحقائق عند النّاس ،
ومِمّا يدلّ على هذا أنّ رجلا جاء وصلّى في حضور النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – فقال له :
((ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))
لاحظوا هنا الحديث:
((فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))
هو صلّى في الظّاهر ،صلّى عند النّاس الذين لا يعرفون العبادة وشروطها لكنّ النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – تنبَّه إلى أنّ عبادته فقدت شرطا ، فقدت ركنا عظيما من أركان العبادة وهو الطّمأنينة فقال هذه ليست بصلاة
((صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))
ينبغي يا إخوة أن نتنبّه إلى هذه المسائل
وإلّا الإنسان قد يخادع نفسه الدّهر وهو يظنّ أنّه عابد لله
فيقال له يوم القيامة : أنت لست بعابد ،
ويظنّ أنّه مصلّ فيقال له : إنّك لم تصلّ ،
ويصوم فيقال له : إنّك لم تصم ، ويزكّي فيقال له : إنّك لم تزكّ ،
لِماذا ؟
لأنّ العبرة ليست بنظرة النّاس ، وليست بمقاييس العقول ،
دائما العبادات ينبغي أن تخضع لأمر الله – عزّ وجلّ – فإذا استوفت العبادة شروطها فهي عبادة صحيحة ، وإذا فقدت الشّروط أو الأركان أو الواجبات فإنّها مردودة حتّى تستوفي الشّروط والأركان والواجبات ، وأمّا السّنن فهي فضل إذا أدّاها الإنسان فله أجرها ، وإذا تركها فإنّ العمل ينقص لكنّه لا يبطل.
شرح القواعد الأربع
الشّريط الأوّل
الشّيخ إبراهيم الرّحيلي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المواقع المفيدة والنافعة
موسوعة الفتاوى الصوتية للألباني
الشيخ صالح آل الشيخ
الشيخ العلامة عبد المحسن البدر
فتاوى نور على الدرب الصوتية