قصص واقعية يرويها أطفال غزة أثناء ماساتهم ومعاناتهم ورعبهم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2009 .
القصة الأولى :
( سلوى ابنة الخامسة عشر من منطقة العطاطرة بيت لاهيا) :
قال لنا الجيش الإسرائيلي " أخرجوا من بيوتكم وارفعوا الرايات البيضاء في أقل من خمسة دقائق "
هربنا إلى مدارس الاونروا، وقد نسينا جدنا الذي لا يسمع ولا يرى ولم يستطع أبى العودة للبيت ليحضره ، وبتاريخ 18-1-2009 في وقت وقف النار عدنا إلى البيت لنجد جدي قد قتل والبيت محروق ومهدم وكأنه بيت أشباح .
وقد نتج عن هذا الموقف بان شعري تحول إلى اللون الأبيض وبدأت بقع بيضاء كبيرة تنتشر جسمي، ولم يتحمل أبى الصدمة والكارثة ومات على الفور.
ومازلت أبحث عن علاج لحالتي فالأطباء عاجزون عن معرفة السبب والخوف كل دقيقة يقتلني .. والسبب هي دولة الاحتلال الإسرائيلي .
الطفلة/ سلوى العطار 15 عاما .
القصة الثانية :
(مها عبد وافى 15 عاما من مدين رفح )
أنا اسمي مها عمري 15 سنة ، مصابة بشلل الأطفال منذ الطفولة.. في الحرب تم قصف مقرات الشرطة المدنية المجاورة لبيتنا ، فهربنا من بيت جدي ، نحن عائلة كبيرة عددنا 17 شخص ، قامت قوات الاحتلال بتدمير منطقتنا وهدم منزلنا الجميل وتخريب الحقول الزراعية وحديقة منزلنا التي كنت أجلس فيها أراقب إخوتي وهم يلعبون ويمرحون ، كنا نرسم أحلامنا تحت شجرة الزيتون.
كنت أخبر إخوتي باننى سأبقى في المنزل مع أمي ولن أتزوج ..
أنا طالبة متفوقة في دراستي وأطمح أن أدرس الطب حتى أستطيع مساعدة الأطفال .. ولكن لقد دمرت الدبابات والطائرات الحربية الإسرائيلية طفولتي وأحلامي ..
لقد أمضى أبى حياته في الخارج وعاد ليبنى لنا بيت صغير ولكنهم دمروا البيت ..
أدعو الله أن يهدم بيوتهم .
الطفلة/ مها وافى 15 عام
القصة الثالثة :
(نبيل سليمان الشراتحة 13 عام جباليا عزبة عبد ربه )
في أول أيام القصف " الحرب " كنت جالس في بيتي ، وقد شعرت أنا وعائلتي بالخوف والرعب .. لا يوجد كهرباء فى البيت ، كنا نشعل النيران حتى نعد الطعام ونحصل على الحرارة .. كان الجو بادر..
أمام بيتنا أطلقت نيران عشوائية وقامت طائرات الاف 16 بقصف المسجد المجاور لبيتي ـ وقد طلب منا الجنود الإسرائيليون بالخروج من المنازل والهرب ، ذهبنا إلى بيت عمتي وكان هناك الكثير من الأطفال والنساء في البيت 26 شخص ...الطعام والماء قليل جدا ولا يوجد وقود وغاز .
كنا نخاف من القنابل الفسفورية التي كانت تسقط على بيوتنا وأجسادنا وتحرق كل شيء ...كنت أصلى لله أن يحمينا وينقذنا من الموت والقصف والطائرات ...
لقد دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي كل منطقتنا وجعلوها قرية موت .. وهدموا كل البيوت وقتلوا الأطفال والشيوخ والحيوانات ..
لقد سرق الجنود أموالنا ومحتويات بيوتنا ، وأطلقوا النار على جدى الكبير فى السن ..عندما عدنا إلى المنزل ..رأيت الجثث المتعفنة والبيوت المدمرة.. فشعرت بالغضب والخوف وجلست أبكى ، وأنا ما زلت احلم بكوابيس مرعبة وذهبت للأطباء/ للعلاج النفسي ..
أريد أن أخبركم بأنني الآن أبيع الحلوى للأطفال فقد تركت دراستي حتى أساعد أبى ..
أنا أشعر بأنني رجل كبير تعيس ..
ولا أعرف طعم ومذاق للطفولة ..
وهذا بسبب الجيش الإسرائيلي القاتل