أن الله عز وجل ما ذكر الهوى فى موضع من كتابه إلا ذمه ،
وسمى الهوى بهذا الإسم لأنه يهوى بصاحبه ..
إن العبد لم يخلق للهوى وإنما خلق لمهمة كبيرة قد يكون الهوى عائقا وحاجزا بينه وبين ما خلق من أجله .. والقرآن الكريم فى كل موضع يذم الهوى
يقول تبارك وتعالى :
( واتبع هواه فمثله كمثل الكلب)
[الأعراف :176]
( أفرأيت من إتخذ إلهه هواه) [الجاثية :23]
(أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) [الكهف :28]
( ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ص :26]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغى فى بطونكم ومضلات الهوى"
الألباني - صحيح الترغيب - الدرجة: صحيح
وقال مالك بن دينار " بئس العبد عبد همه هواه وبطنه
"
وكان الصديق رضى الله عنه يردد " إنى بليت بأربع ما سلطوا إلا لجلب مشقتى وعنائى إبليس والدنيا
ونفسى والهوى ، كيف الخلاص وكلهم أعدائى.
وقال على بن سهل العقل والهوى يتنازعان فمعين العقل التوفيق وقرين الهوى الخذلان
ولكن الشرع الحنيف وضع حلولا شافية لهوى النفس
فيقول رسولنا الكريم " الكيس من داننفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله"
الترمذي - سنن الترمذي - الدرجة: حسن
والمؤمن الحق قوام على نفسه دائم الحساب ومراجعة النفس حتى يفيق من سكرة الهوى ومما يعالج هوى النفس ليكون موافقا لشرع الله الصبر والتصبر
.
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم" ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر"
البخاري-مسلم
لأن الإنسان اذا ظل متبعا للهوى فيصدأ قلبه .
وكان يحيى بن معاذ يقول " سقم
الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمع فكذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب" .
ولذلك كان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بغض النظر ومن قبل القرآن الكريم :
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )[النور:30]
كى يغلق باب الهوى من البداية فإن النظر سهم من سهام ابليس ،
وأفضل ما يضبط أعمال المسلم أن يزن أفكاره وآراءه وأقواله وأفعاله بميزان الكتاب والسنة لا برأيه ولا برأى غيره
وقال الشاعر العربى
:
عاتبت قلبى لما ***** رأيت جسمى نحيلا
فألزم القلب طرفى ***** وقال : كنت الرسولا
فقال طرفى لقلبى ***** بل أنت كنت الوكيلا
فقلت: كفوا جميعا ***** تركتمانى قتيلا
فلو غلب المسلم جانب الشرع على جانب الهوى والطبع سعد دنيا وأخرى وأسعد غيره
وإن كانت الأخرى فنسأل الله أن يهدينا سواء السبيل وأن يجنبنا الهوى
هو ولى ذلك والقادر عليه.