ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).. فاحرص أخي على استقبال رمضان بالطرق التالية، التي نأمل أن تقدم فائدة ونفعا بإذن الله:
الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية:
حتى تنشط في عبادة الله تعالى: من صيام وقيام وذكر، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) رواه أحمد والطبراني.
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم.
فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل: "الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله" رواه الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان.
الحمد والشكر على بلوغه:
قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: "اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرًا لله تعالى أو يثني عليه بما هو أهله"، وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة، فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها، فالحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
الفرح والابتهاج:
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: (جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم..) أخرجه أحمد.
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات.
العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان:
الكثيرون من الناس وللأسف الشديد -حتى الملتزمين بهذا الدين- يخططون تخطيطًا دقيقًا لأمور الدنيا، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات، فيضع المسلم له برنامجًا عمليًا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى، وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في الطاعة بإذن الله.
عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة:
فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: (فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم).
العلم والفقه بأحكام رمضان:
فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ومن ذلك صوم رمضان.. فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحًا مقبولاً عند الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة.. فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟، قال الله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
التهيئة النفسية والروحية:
من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل، وسماع الأشرطة الإسلامية من المحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر فيقول في آخر يوم من شعبان: (جاءكم شهر رمضان..) أخرجه أحمد والنسائي.
نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع:
- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
- مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.
- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس).
الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه، من خلال:
- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيرًا جيِّدًا لإلقائها في مسجد الحي.
- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي.
- إعداد "هدية رمضانية"، وذلك بإعداد مظروف يحتوي على كتيب رمضاني، مطوية، شريط جديد، رسالة عاطفية، سواك...؛ وتكتب عليه هدية رمضان.
- التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية.
- طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة والخاصة.
- التذكير بالفقراء والمساكين، وبذل الصدقات والزكاة لهم.
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر، واستقبال المريض للطبيب المداوي، واستقبال الحبيب للغائب المنتظر.. فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إن أنت السميع العليم.