التجلط هو ميزة طبيعية في الدم، يقلل النزيف ويحد من فقدان الدم . وتجلط الدم قد يتكون في أوعية دموية غير مصابة نتيجة خلل كيماوي في الدم على ما يبدو . إذا انفصل الدم المتجلط عن الجدار فإنه يسري في التيار الدموي إلى أن يصطدم بوعاء دموي أضيق وقد يتسبب في انسداده . انسداد الوعاء الدموي يمنع انسياب الدم إلى جزء معين في الجسم وقد يسبب ذلك موت هذا الجزء . يمكن لهذا الأمر أن يحدث في جميع مناطق الجسم وبخاصة المخ، وعضلة القلب أو الأرجل، انسداد الأوعية الدموية في المخ يؤدي إلى سكتة دماغية، أما في القلب فيؤدي إلى نوبة قلبية . هناك مرض آخر يتم بالتدريج ينجم عن انسداد تدريجي في الشرايين، وذلك نتيجة تراكم طبقات الكوليسترول على الجدران . ولأن الشرايين تضيق أكثر يقل انسياب الدم نحو أعضاء معينة وبخاصة القلب . إصابة القلب بهذا الضيق تسمى " الذبحة الصدرية " وهي تتسبب في آلام في حالة بذل جهود جسمانية . وإذا ضاقت الشرايين إلى حد توقف جريان الدم إلى القلب نهائيا يحتمل أن تنشأ نوبة قلبية . تنشأ السكتة الدماغية أحيانا نتيجة انسداد وعاء دموي بكتلة متجلطة من الدم لكنها على الغالب تنشأ نتيجة انفجار وعاء دموي ينجم عنه نزيف حاد وشديد .
زرع القلب
عندما نكبر تبدأ أعضاء الجسم في التآكل ويحدث كثيرا أن يتآكل عضو معين بسرعة بينما تظل أعضاء الجسم سليمة نسبيا . في حالات كهذه يمكن أحيانا القيام بعملية زرع . زرع الأعضاء ليس بالأمر السهل، لأن الجسم في معظم الحالات يهاجم أو يرفض آية مادة غريبة تدخل إليه . أحيانا تتلف صمامات القلب نتيجة مرض أو قد تكون ناقصة خلقيا في طفل، الخلل في الصمام يعود بالضرر على جريان الدم، ولكن في معظم الحالات يتم تغيير الصمام المصاب بصمام من البلاستيك أو المعدن دون أن يرفض ذلك الجسم . أحيانا تصاب عضلة القلب تماما بحيث تتعطل ولا يمكنها أن تضخ جيدا . وفي حالات نادرة يكون الحل زرع قلب جديد . وهذا يعني أن يستبدل القلب كله أو جزء منه بقلب مأخوذ من إنسان آخر يسمى متبرعا . يمكن أخذ قلب متبرع قتل في حادث بعد أن يتوقف مخه عن العمل نهائيا ويعتبر " ميتا " من الناحية القانونية . عملية الزرع ليست صعبة لكن يحدث كثيرا أن تظهر تعقيدات تنجم عن رفض الجسم للقلب الجديد . لكي نمنع الرفض فإن المريض الذي تجرى له العملية ملزم باستخدام الأدوية طيلة حياته . يتم في معظم الحالات ربط الأذين الأيمن من القلب ( القديم ) للقلب الجديد . هكذا يتم الحفاظ على منظم ضربات القلب بحيث يمكن للجهاز العصبي مراقبة القلب الجديد بحيث تزيد من معدل خفقاته أثناء بذل الجهود للإسراع بتدفق الدم .
الجهاز الليمفاوي
يتواجد الدم تحت ضغط مستمر، لتمر البلازما بدون صعوبة خلال الجدران الدقيقة للشعيرات الدموية، إلى داخل الخلايا وبينها . لكن الجزيئات الكبيرة لا يمكنها المرور لأنها أكبر من الثقوب الموجودة في جدار الخلية . كذلك فإن جزئيات بروتينية معينة تتكون في الأنسجة الموجودة خارج الشعيرات الدموية لا تستطيع الوصول إلى الدم حيث الاحتياج إليها . هناك جهاز من القنوات يسمى الجهاز الليمفاوي، يقوم بجمع البلازما التي تسربت إلى داخل الأنسجة ومعها بروتينات مثل الأجسام المضادة والأنزيمات . يمر الجهاز الليمفاوي في الجسم كله، بحيث يسري في داخله سائل شفاف يسمى ليمف، وهو مكون من البلازما، البروتينات والمواد الكيماوية الأخرى . قنوات الليمف مزودة بصمامات ذات اتجاه واحد، وهي كثيرة، مثل تلك الموجودة في الأوردة الكبيرة . يمر الليمف في جميع أجزاء الجسم تقريبا، وتنتقل عبر مصاف صغيرة تسمى الغدد الليمفاوية . وأخيرا فإنها تعود إلى الدورة الدموية في قنوات تتواجد في أسفل العنق . إن دوران السوائل في الجسم يحول دون فقدان الماء، ويساعد في توزيع الأغذية والمواد الكيماوية الهامة لجميع أجزاء الجسم، لأنها تدخل إثر ذلك إلى الدورة الدموية . يحتوي الليمف أيضا على كميات كبيرة من الكريات البيضاء . أحيانا تمر الكريات البيضاء عبر جدران الشعيرات الدموية إلى المكان الملوث، بعدها يتم سحبها مع السائل الليمفاوي وتخزن لحين الضرورة . وللجهاز الليمفاوي أهمية خاصة في تصدي الجسم للتلوث .
الغدد الليمفاوية
الغدد الليمفاوية هي انتفاخات صغيرة منتشرة على طول قنوات الليمف الكبرى . يبلغ قطرها من ملم واحد إلى عشرة ملمترات، وهي تقوم بتصفية الليمف . معظمها مجمع في العنق، وفي العورة وفي أسفل التجويف البطني وتحت الإبطين . تحتوي كل غدة ليمفاوية على طبقة إسفنجية تمر الليمف من خلالها . وتتركز كميات هائلة من كريات الدم البيضاء، التي يوجد لكل كرة منها دور خاص، في الغدة . المواد العائمة في الليمف، مثل الخلايا الميتة أو الجراثيم تبتلع من قبل الخلايا البلعومية . وهي خلايا بيضاء كبيرة دورها مقتصر على تنقية الليمف . وتوجد في الغدد الليمفاوية، أيضا كميات كبيرة من الخلايا الليمفاوية وخلايا البلازما، التي تنتج الأجسام المضادة للألتهاب، وتلعب دورا هاما في تطوير الحصانة ضد العدوى . عند وجود عدوى في الجسم، يكبر عدد الكريات البيضاء في الليمف بصورة ملحوظة وتنتفخ الغدد وينجم عنها ألم شديد نتيجة عملها المضاعف . هذا هو السبب وراء انتفاخ الغدد في العنق عندما نصاب بالتهاب الحلق . أغشية ليمفاوية أخرى تلعب دورا مماثلا لدور الغدد الليمفاوية . وهناك قطع من أغشية الليمف موجودة على اللوزتين، والزوائد الأنفية، وعلى الزائدة الدودية وفي أماكن مختلفة من الأمعاء ومثل الغدد الليمفاوية، فإنها أيضا تقوم بتصفية الجراثيم وإبادتها .
الطحال
يعتبر الطحال جزءا من جهاز الليمف . طوله حوالي 125 ملم وهو يقع في الجهة اليسرى من الجسم، في أسفل التجويف الصدري، خلف المعدة وفوق الكلية اليسرى . يحتوي الطحال على مادة حمراء تسمى اللب . في اللب الأحمر تنتشر جزر صغيرة من اللب الأبيض . يحتوي اللب الأبيض على كميات كبيرة من الخلايا الليمفاوية، وهي بدورها تقوم بإفراز الأجسام المضادة التي فيها إلى داخل الدم . يمر الدم من اللب الأبيض إلى منطقة خاصة من الخلايا البيضاء، التي تبيد الكريات الحمراء والصفائح البالية، وتصرف من الدم الفضلات الصلبة . من هنا ينتقل الدم إلى اللب الأحمر، ومنه عائدا إلى الدورة الدموية . يحتمل أن اللب الأحمر يقوم هو الآخر بتصفية كريات الدم المصابة، لكن دوره ليس واضحا لنا بصورة جيدة . لدى الأطفال الرضع يقوم الطحال بإنتاج كريات الحمراء وبيضاء، لكنه ليس حيويا لجسم إنسان بالغ، ويمكن إزالته من الجسم عندما يصاب بمرض . ومثل الغدد الليمفاوية، فإن الطحال ينتفخ ويصبح مؤلما بعد حدوث تلوث معين . يمكن الشعور به في الجهة اليسرى من الجسم، تحت الأضلاع .
اسال الله لي ولكم الصحة والعافية