بكاء عويل صراخ هذا ما استيقظت عليه ذات ليلة ، استيقظت على هذه الاصوات المتلاطمة مع بعضها البعض ، خرجت من حجرتي البريئة وليتني لاعلم ماذا يحدث ، يلتني ما خرجت ،،،، رأيت خمسة جنود اسرائليون يحملون في اعناقهم مجازر من حديد ، تحمل هذه المجازر في طيتها اصوات صراخ وبكاء طفل وامرأة وشيخ ومقاوم ......
وكان كل جندي يصوب سلاحة في رأس كل فرد من اسرتي ، فذلك يصوب الى رأس امي واخر على راسي اخي الكبير ، واخر على رأس اخي الصغير .......وهكذا
سألت نفسي لما لم اكون معهم ، لماذا انا لا احد يصوب تجاهي ، زحفت بجانب امي على امل ان يأتي احد ويصوب سلاحه في رأسي لكن كلمة " الان " سبقت ذلك الامل
بعد ان قال هذه الكلمة تحطمت حياتي ، مات انسان اخر في داخلي ، امي ملقاة على الاض وكذلك اخواني ،،،، يسبحون في بحر من الدماء ، واثناء كل هذا يطلق كبيرهم ضحكات وقهقهات صخرية مني .....
لا يعلم انه حطمني ، وحطم قلبي وروحي ، وحبي واملي ، واولد في نفسي " انسانه من دون رحمة " حتى اقسمت من صوتي المتباكي ودموعي التي تشبه المطر الغزير
::: قسمـــــــــــــاً بعز جلال الرحمن انها ستكون نهايتكم على يدينــــــــــا :::
وفي تلك اللحظة لا اعلم ما حدث معي سوى اني استيقظت بعد شهر كامل من الحادثة ،،، وعندما استيقظت كأن الله غسل دماغي من جديد ،،، استيقظت من نوم شهر كامل وكلي عزيمة ،، تركت بكائي لعزيمتي اريد كل شيء في جسدي لعزيمتي فقط ....
اصبحت الان جسدي وروحي وعمري وقلبي ، فقط للجهاد ،،، كل قوة في جسدي اوصلها مع قطعة الحديد التي امسكها بيدي ،، اوصلها مع سلاحي الذي يحمل بينا ثناياه غموضٌ وحقد وكراهية على كل صهيوني
شاركت بكل المعارك الجهادية ، كنت اطلق من سلاحي رصاصة وكان يطلق :: محمد :: رصاصتان ،، كان يقف امامي تارةً وخلفي تارة
مع اني كنت اواجه جيشاً كاملا بأكمله ،، الا اني كنت اشعر به في كل لحظة ، كنت اشعر بالامان معه ،، واشعر به عندما يصرخ يريد مني علبة رصاصات ،، يبعدني عن مواقع الخطر والمواجهة الا اني كنت اقابلة بالرفض دوماً ،،، فيبعث من وجهه المليء بالاصرار ضحكات تبعث الامل
ستسألوني من هم :: محمد ::
محمد ... هو من حقق لي حلمي هو من جعلني البي نذاء الوطن
^*^ ولمــــــــــا الارض بتطلبنا ..... ياهلا والله وبالسلامه ^*^
هذا هو محمد لكنه اكبر
وفي احدى الايام خرجت انا وسلاحس من بيتي الصغير ،، خرجت وانا احمله وعندما وصلت الى الحدود وقعت اشتباكات بيننا وبين الصهاينة ،،، وبسرعة البرق اخرجت سلاحي وهو يحمل رصاصات مستعدة للخروج
واجهنهم جميعا اطفالا كنا ورجال نساء وشيوخ كل منا يحمل سلاحه ، استطعت ان اصيب احدهم ،، ولكن برصاصة غدر اخترقت جسدي وكانت قريبة من قلبي ،، اسعفني :: محمد :: الى المستشفى وادخلوني غرفة العمليات واستطاعوا ان يخرجوا الرصاصة ،، لكنهم لم يسطيعوا ان يخرجوا المي من جسدي
وبعد خروجي من غرفة العمليات بساعة كاملة استيقظت ،، استيقظت وكان :: محمد :: بجانبي ،، ويطلق كلماته المشجعة كعادته ، ويعطيني الامل بالحياة مرة اخرى ، لكني كنت احتضر واقول
:: محمـــــــــد:: ارجوك لا تنسى فلسطين ارجوك يا محمد ، فلسطين اجعلها هدفك ، حياتك ومحياك ارجوك يــــــــــا محمد
وكان هو يبكي وانا ابكي معه اكثر
وخرجت مني اخر كلمـــــــــاتي
" اشهد ان لا اله الا الله وانا محمد رسول اللــــــــــه "
منقول