_
غربة الأعمــاق..
أحيانا نشعر أننا غرباء عن كل الأشياء حولنا..وأسوأ أنواع الغربة أن هي غربة الأعماق..
تشعر أنك غريب عن نفسك ..هناك حاجز يمنعنا من معرفتنا..
نقف على أرصفة الذكريات.. ننظر للمارة علنا نجدنا..
أو نعرفنا..أو نرانا من خلال احدهم..
ربما نحب أنفسنا في شخص آخر كما نحب سعادتنا في حزن غيرنا.. ..
إن الغربة ليست بعد أو فراق أو ترحيل.. فليس كل مهاجر غريبا وليس كل من ودع أرضا أو وطنا أيضا غريبا..
لأننا قد نصبح غرباء ونحن لم نودع أوطاننا، وقد نهاجر ونحن مازلنا هنا..
فترتحل الروح للأفق البعيد ويبقى الجسد قابعا خلف قضبان الحياة..
آآآه كم هي صعبة غربة الأعماق..كم هو مؤلم أن تكون غريبا بين الجميع
بمن فيهم أحبتك اقصد من كانوا أحبتك..
تسافر الأمنيات بعيدا عن عالم النكد والقسوة..وتكتسح سويعات الدموع ارض أحلامنا.. فتجف بحيرات السعادة.. وتتبرعم أغصان الألم بجوار أرقام أعمارنا ..
*فما قيمة أن نحب وكل من حولنا لا يؤمن بالحب؟!
*ما قيمة أن نتكلم ولا نجد سوى النقد الجارح؟!
*ما قيمة أن نتمسك بالإخلاص ونعيش بين وحوش
لا يعرفون له أي معنى؟!
فكل هذا ألم ترسله الحياة للأعماق التي حاولت أن تعيش.. أن تحب كل معانيها.. أليست هذه حقيقة نسميها غربة الأعماق؟!!..
"توملا شقيقة غربة مجهول"